الأربعاء، 15 يونيو 2016

علاج ادمان المخدرات دار اشرق




      أجمعت البحوث الطبية في مختلف الدول على أن المخدرات من أخطر السموم التي تهدم البدن، وتسبب الأمراض المستعصية والخطيرة كمرض السرطان والإيدز، وتصلب الشرايين وتليف الكبد والرئة والجهاز التنفسي، والمخ، والأعصاب، وأمراض القلب المختلفة، والقصور الكلوي، والربو وأسقام وأوجاع كثيرة، ومشاكل صحية في الحواس والأطراف والأجهزة المختلفة كالجهاز الهضمي والجهاز التناسلي وغيرهما، فضلاً عن الأعراض الكثيرة التي يسببها تعاطي المخدرات كفقد الشهية وسوء التغذية، والهزال والخمول، والضعف الجنسي. وقد يتعدى الخطر الصحي للمخدرات إلى الأجنة في بطون أمهاتهم فهي باختصار وسيلة تعذيب، وطريق سريع إلى الهلاك والموت، وكم من مدمن وجد جثة متعفنة في الأماكن الخالية وتحت الجسور والغرف المظلمة، وبيوت الخلاء .
ثالثاً: الأضرار الأمنية
      يعد تعاطي المخدرات من أقوى أسباب عوامل ارتكاب الجرائم بأنواعها المختلفة كجرائم القتل والاغتصاب والسرقة وقطع الطريق، والنهب، والتزوير، والجرح، والضرب، وإتلاف الأموال المحترمة، كما يعد تعاطي المخدرات من الأسباب الرئيسة لحوادث السيارات، وبالتالي زيادة عدد الوفيات والإصابات الشديدة أو المعيقة بل تعدى الضرر الأمنيللمخدرات حدود الدول وانتهاك حرمات الأمم لأن المتاجرة بالمخدرات أسهمت في تمويل العصابات الإجرامية والإرهابية وشكلت المصدر الرئيس للأموال القذرة، وبسببها توسعت جرائم غسل الأموال وتبييضها فلا تكاد نجد جريمة منها إلا وللمخدرات فيها النصيب الأكبر، هذا فضلاً عن كون تعاطي المخدرات سبباً رئيساً في جرائم الشذوذ الجنسي، وشيوع الزنا والدعارة، وإقلاق راحة الناس، وتنغيص عيشهم بالمشاهد الحيوانية، وتصرفات المجانين .
رابعاً: الأضرار الاجتماعية
      أثر تعاطي المخدرات على الحالة الاجتماعية خطير ومدمر فهو يصيب روابط الأسرة بالتفكك والتشرد والتحلل، وبالتالي يضعف بنية المجتمع بعامة إذ إن التعاطي للمخدرات من الأسباب الرئيسة والعوامل المؤثرة في إهمال الأسرة، وعدم الاهتمام بها، ويسوء الأمر أكثر إذا كان المتعاطي هو رب الأسرة نفسه فهنا تحل الكارثة، وتتمزق البنية الأسرية وتحل روابطها، ويضعف الانتماء الأسري، وينعدم الشعور بالمسئولية تجاه أفرادها الآخرين.
      ويفضي الإدمان على المخدرات إلى انتشار الفقر بين الأفراد وإن كانوا قبل التعاطي موسرين، وإذا استمر التعاطي لدى الفرد، ووصل إلى حالة الإدمان والاعتماد على المخدر بصورة دائمة فإن الفرد حينئذٍ يفقد دوره في المجتمع، ويكون عالة على الأسرة والمجتمع بل يصبح كما مهملاً لا يصلح لشيء، كما يترتب على وجود مهربين ومروجين للمخدرات داخل المجتمع بمؤسساته المختلفة تدمير الشباب وانحراف الأحداث والتسرب المدرسي، وبالتالي تدمير الجيل الصاعد الذي تعول عليه الأمة في بناء حضارتها، وقيام نهضتها، وضمان مستقبلها .
خامساً: الأضرار الاقتصادية
      يؤثر التعاطي بشكل كبير بإبعاد وثني أفراد المجتمع عن المساهمة في التنمية وتلك خسارة كبيرة، فالمتعاطون للمخدرات يصبحون أجساداً منهكة خاملة مرهقة وكئيبة، وفي النهاية مدمرة لا تقوى على عمل مفيد، ثم إن تعاطي المخدرات يؤدي إلى إنفاق الأموال الباهظة على شراء المخدرات واقتنائها، وتلك خسارة على النفس والأسرة والمجتمع، فالمتعاطي مستعد للتضحية حتى بقوته الضروري الذي يقيم صلبه، وكل ذلك لا عائد منه إلا ما يجلبه من المصائب والشرور وعظائم الأمور، فكم من أموال قد أفنيت؟ وكم من بيوت قد افتقرت بسبب إنفاق أموالهم من قبل الولي المتعاطي للمخدرات، وتزداد الخسائر وتتضاعف بما تجلبه المخدرات من أمراض معدية وآفات مرضية تكلف خزينة الدولة أموالاً طائلة.
       كما يؤثر التعاطي للمخدرات على الوضع الاقتصادي للبلاد بسبب كثرة التهريب وهجرة العملة الصعبة بدون عوائد أو فوائد فتقل الإنتاجية، وينخفض مستوى الدخل، وتضعف العملة المحلية، ويزداد التضخم، وترتفع تكاليف المعيشة، ويتضاعف أعداد الفقراء، وتتكاثر الطبقات المحرومة، وينزل مستواها تحت خط الفقر